مُنَتَدى بَنَآـآت الانَمي
منتـديـــآتـ .. Pink star
للفتيــآت فقط ..
والأن هو في صيــآنـه كــآمله ..
انتظرونـــــــآ بحلتنــآ الجديده

أدـــآرة منتدى
Pink star

ســــــآآبقـــآ
أحلـــآمـ الانمـــي ..
مُنَتَدى بَنَآـآت الانَمي
منتـديـــآتـ .. Pink star
للفتيــآت فقط ..
والأن هو في صيــآنـه كــآمله ..
انتظرونـــــــآ بحلتنــآ الجديده

أدـــآرة منتدى
Pink star

ســــــآآبقـــآ
أحلـــآمـ الانمـــي ..
مُنَتَدى بَنَآـآت الانَمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مُنًتَدى بَنات الاتمي يُرحب بِكمـ
 
الرئيسية$بّوُبّتًنّآ$أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بكاء تحت المطر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهور المحبة
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
زهور المحبة


تقييم : 122

بكاء تحت المطر Empty
مُساهمةموضوع: بكاء تحت المطر   بكاء تحت المطر Emptyالخميس ديسمبر 22, 2011 1:10 am

هاي بنات
كيفكم؟
إنشاء الله تمام
تذكرو الرواية اللي بدين فيه(بكاء تحت المطر)أكيد مانسيتوه
هذي هي تكملته
يالله نكمل
__________________________________________________________________

عشة أيام رهيبة تلت لقائي بالمريض خالد..عانيت ضغوط وصراعات نفسية غاية في القسوة..كنت أحاول إقناع ذاتي بأن الماضي لايمكن أن يعود,وأن ماتمضي به الأيام لايمكنه بحال من الأحوالةالعودة إلى الوراء مرة أخرى..
ولكن قلبي..مشاعري..أحاسيسي كلها إنتفضت من جديدوعاد كياني ينبض بأس عشت عمري كله أقاومه..
ضممت ابني إلى صدري وصور الماضي بكل عذاباته تتدافع إلى نفسي من جديد..كفاحي في الدراسة بعد غياب وحملي لقب أرملة بين زميلاتي الطالبات..ومأساة بعد التخرج وإجتماع العائلة لتقرير مصيري..أعمل أم لا أعمل..ملغين بذالك وجودي وختياري كامرأة ناضجة لها الحق في تمييز دربها الصحيح.
بعد أسبوع من لقاء مع خالد..اتتني الممرضة لتخبرني بحضور المريض خالد.
دق قلبي..حاولة جاهدة إخفاء ملامح اللهفة والإشتياق..خانتني دمعة..وهل حقا هذا الذي يحدث..من بين آلاف البشر يطرق عيادتي ذات مساء شبيه لحبيبي الراحل..إنها حكمة الله ولله في خلقه شئون.
دخل خالد الحجرة دون أن يلقي علي السلام..نظرلة إليه بسرعة..لم يكن كعادته..كان بادئ الإضطراب يعلو وجهه الوسيم وجوم شديد..ترتجف يداه بعنف..
بادرته قائلة:
- مرحبا..هل أنت في أحسن حال؟
بقتطاب أجاب:
- لقد عاودتني النوبة..
لم أسأله أية نوبة يقصد..فأنا لم أكن أعرف عنه إلا القليل..القليل جدا مما حكاه لي..ولم يتشعب حديثنا إلا عن حياته العائلية فقط ولا شيء آخرط..
حاولت الإفرخ عن روعه وأنا أقتاده إلى المقعد الطويل ليرتاح عليه..
جلسة قربه وأنا أسأله بطريقة ودودة:
- ما الأمر..ماذا حدث..؟
تنفس بعمق قبل أن يقول:
- لقد عاودتني النوبة..نهضة من النوم من غير أن أشعر,وصعدت إلى أعلا البناية التي أقطن بها,وحاولت أن ألقي بنفسي من فوق سبعة أدوار..لولا أن تجمع الناس وأنقذوني..والكلمات المعادة نفسها
- لماذا تحاول الإنتحار؟أنت شاب وأمامك مستقبل لامع فلماذا تقتل نفسك بهذه الطريقة؟وغيرها الكثير من العبارات التي مللت سماعها..
فمتى يعرفون أنني لاأدري عن نفسي شيئا وأنا أعمل ذلك..متى يفهمون بأنني مسير ولست مخير وأن هذا شيء لاأفهمه..يحدث بغير إرادتي وكأن شخص ما يحركني رغم عني..لقد تعبت يادكتوره وأريد أن أستريح..
- منذ متى تعاودك هذه النوبات؟
ألقى برأسه إلى الوراء وكأنه يعتصر ذاكرته..قال أخيرا بستسلام:
- منذ ثلاث سنوات
- وهل تحدث هذه النوبات بنتضام؟شهريا مثلا؟
أشاح بوجهه قائلا:
- لا..إنها غير منتضمة..وقد يحدث أن تأتيني في الشهور الستة مرتين وأحيانا تمر شهور طويلة دون أن تأتي
- خلال هذه السنوات الثلاث..كمرة عاودتك؟
- تقريبا أربع أو خمس مرات..
- وكلها انتهت بالفشل؟
- طبعا..وإلا لما كنت أمامك الأن على قيد الحياة..
- وماذا يحدث أثناء النوبة بالضبط؟
- لاأدري بالضبط..ولكن شيئا ما يدفعني بقوة إلى الانتحار..شيء لا أدري كنه
وبدن شعور أحاول قتل نفسي..أفقت مرة وأنا أحاول طعن نفسي بسكين حادة..وأمي تحاول إنتزاعه مني وهي تنتحب بحرقة..وأخرى وجدت تفسي قد سكبت البنزين على رأسي,وأحاول إشعال عود ثقاب,لولا أن دخلت أختي الصغرى آخر لحضة لتنقذني..والكل يتساءل لماذا أحاول الإنتحار..ملذا يحدث في حياتي لأحاول التخلص منه بهذه الطريقة..الكثيرون يقولون لي ألهاذه الدرجة هانت عليك نفسك..وأمي أو عزت إمام المسجد بأن ينصحني ويقول لي بأنني شاب مؤمن بالله وأن الإنتحار كفر..
وأشيح بوجهي يائسا.وأنا أتمزق من داخل,فمن يفهم بأنني فعلن لا أرغب في قتل نفسي؟وأن مايحدث لي هو شبء لاأرغب به ولا أعلم به..شيء يصيبني بالرعب والفزع والخوف..الخوف الشديد..فماذا لو نجحت إحد هذه المحاولات وقتلت نفسي بالفعل وأنا لا أشعر؟ماذا يحدث عندها....إن القلق أدا بي إلى الخوف..والخوف أدى بي إلى المزيد من القلق ومزيد من الإطراب والاكتئاب,فحياتي عادية أو كما تبدو لي فأنا أعمل في وضيفة مكتبية..وأعيش مع أمي وأختي الصغرى التي تدر في الجامعة ولا حب في حياتي ولا علاقات من أي نوع..
اضطرمت أحاسيسي وأنا أسمع جملته الأخيرة..وإندلعت النيران في جوفي..تذكرت"حسن"..حسن الحبيب الراحل..حبة الفؤد ولؤلؤة العين..ولماذا أتذكره في هذه اللحضات بالذات؟وفي غمرة عملي الذي يجب أن أفصله فصلا تاما عن حياتي الخاصة..أنني أتعذب..أتعذب بالماض..وبرؤية الحاضر..وبالخوف من المستقبل..آه لو تعلم يا خالد أني أشاركك الخوف..الخوف من الأتي القادم والخوف من كل خطوة اخطوه بعد ذالك..الخوف من العودة إلى وحدتي ويأسي وعذابي..الخوم من سجن الذكريات الذي مازال يضرب أسواره حولي..الخوف من كل شيء وأي شيء
جاءني صوته المضطرب:
- إنني أخش أن تواتيني النوبة في عملي وبين زملائي فتحدث الفضيحة ويتهموني بالجنون..
خرج صوتي قويا على غير إرادتي وأنا اسأله:
هل تذكر بالضبط متى حدثت لك أول نوبة؟
وضع يده على رأسه وهو يضغط بعنف,وكأنه يحاول الإمساك بشيء أفلت من بين يديه..
ثم قال بصوت متجهم
- لا أدري..ولكن أعتقد أنها حدثت قبل ثلاث سنوات تقريبا..كنت في السنة النهائية بالجامعة..وعدت إلى البيت..كنت مرهقا مكدودا..الجو بارد وغائم..وجدت أمي تبكي بحرقة ودموعها تسيل على وجنتيه بحرارة..توجهت إلى حجرتي وألقيت بجسدي على السرير لأنام..فوجئت بعد ذالك بأمي وأختي وخالي يحاولن إنقاذ من سلك المدفأة الذي لففته حول عنقي لاموت..
كانت صدمة قاسية لي..أوشكت فعلا على التصديق بأنني حاولت الانتحار حقا ولمن لم؟ليس هناك شيء في حياتي يدعوني لذلك..ثم إنني قبل أن أخلد لنوم لم أكن أفكر في هذا الموضوع لامن قريب ولا من بعيد..
كيف؟لماذا؟ومتى؟وإلى أين؟
كله أسئلة حائرة تطرق رأسي ولا من مجيب..لاشيء غير أخواء داخلي يحيل حياتي إلى قبضة من سراب..
ثم أجهش بالبكاء..
قاومت نفسي بشدة كيلا أقترب من وأربت على كتفه بحنان وأزيح عن كاهله ولو جزءا بصسط من العبء الذي يحيل حياته لجحيم معذب..
يجب أن أفصل بين عملي كطبيبة وبين إحساسي وشعوري كئمرأة..فالطبيب النفسي يجب أن لا يصلط على المريض أي نوع من أنواع العاطفة حتى يتمكن من إنقاذه من الحالة التي يتخبط فيها..
قلت جاهدة ألا يبدو في صوتي أية رقة وضعف:
- وماذا كان موقف أسرتك في ذلك اليوم الذي حدثت لك فيه هذه النوبة؟
نضر إلي برهة وكأنه يستعيد ذكر ذلك اليوم البعيد ثم قال بصوت أجش:
- أبدا..اجتمع رأي العائلة بأن أذهب لشيخ يقرأء علي القرأن لعل وعسى..
قاطعته بلهفة حاولت إخفاءها:
- وهل ذهبت؟
قال بسرعة:
- نعم ذهبت..وذهبت..وذهبت..
ذهبت في البداية لرجل إدعى بأنني مسكون بأرواح شريرة,ومضى يحاول غنقي بكل قسوة..وأنا مستسلم دون حراك,وكأنني جثة بلا روح ولما لم يجد بي شيء ادعى بأن الأرواح ترفض الخروج من جسدي..
ثم ذهبت إلى آخر فآخر..والعلاج يتنوع مابين ماء وزيت وخلطات من أعشاب متنوعة..ولا فائدة..كنت منهك النفس مهدود القوى..مشتت الفكر..
كنت أدرك إدراكا تاما بأن مايحدث في داخلي هو علة نفسانية لاأكثر ولا أقل..ولكنني رغم هذا كنت عاجزا..عاجزا حتى عن الشكو..
أرجوك يادكتوره أنا متعب الأن..
ابتسمت لأوحي له بالثقة وأنا أقول:
حسنا موعدن بعد ثلاثة أيام في الساعة الخامسة مساء..
استلقيت على سريري شبه منهارة..لم تكن مشاكل عيادتي تأثر بي ولكن خالد..خالد..إنه شيء أخر..شيء أكبر من كل الكلمات وحكاية تتضاءل عندها كل الحكايات..إنه حسن الراحل في ثوب جديد..ربما يصغره بخمس سنوات..ولكن الشبه بينهما يستحيل تجاهله أو التغاض عنه..
بحثت في إحد الأدراج واخرجت صورة قديمة..صورا من سعادة باتت ذكر تمزق القلوب..صوري مع الحبيب الراحل..وإنسابت الدموع من عيني بحرارة..الدموع التي تحجرت في مامضا وذابت حين تغلقت بالحلم المستحيل..
التقيت"خالد"في العيادة..شوقي تخفيه رزانتي كطبيبة..وأحلام تقتلها عيناه الكئبتان..
قال لي بدون مقدمات:
- هل هناك أمل يادكتورة؟
ابتسمت في وجهه ببشاشة:
- بالطبع إن شاء الله..فأنت لست مريضا بمعن الكلمة..إنما انت تعاني من شيء ما يكمن في اللاشعور..في عقلك الباطن..وحين نتوصل إليه ستشف بإذن الله..فلا يوجد داء بلا دواء..لذالك سأعطيك الأن إبرة التفريغ النفسي..غنها إبرة مهدئة..ستريحك تماما..
وعندما إسترخ تماما على المقعد قلت له بهدوء:
- والآن ماذا تتذكر من طفولتك..؟
قال بصوت كأنه خرير الماء:
- كنا أسرة واحدة غريبة..مجتمعين ولكن على شتات في كل منا أحزان هائلة يعجز عنلها قلب بشر..ومشاكل لاتنتهي بين أبي وأمي على أي شيء وكل شيء..كنت منتضما في دراستي رغم ضياعي..
وفجأة حصل الطلاق بين أمي وأبي..وما زالت ذكر ذلك اليوم البائس تسكن ذاكرتي وتلقي ظلالا بائسة على حياتي حتى هذه اللحظة..
فقد عدت من مدرستي متعبا مهدود القوى(وهكذا أنا دائما)وجدت أمي تبكي..تبكي بحرقة وهي تلملم ملابسه في حقيبة كبيرة وأبي يلاحقه بكلمات ولكمات وألفاض جارحة..كنت أشعر بالتمزق والضياع وانا أسرع راكضا لألقي نفسي بين أحضان أمي ليشدني أبي بقسوة ويطرحني أرضا وهو يقول:
- الفاسد..المدلل..أفسدته بتدليلها..إنه لن يصلح لشيء..
وصمت خالد..ونعكس في عينيه اللامعتين صور من الماض..صورا كئبة تؤلمه..تعذبه..تنغص عليه حياته..ومستقبل أيامه..
أمسكت بالقلم وكتبت في المفكرة التي في يدي:
(عقدة تكمن في الطفولة..ولد وحيد بين أربع بنات)
قلت ببطء:
- وقبل ذالك..أعني قبل الطلاق..ماذا كان نوع العلاقة بين أمك وأبيك؟
ارتعشت رموشه بين عينيه وهو يقول:
- كانت علاقة باردة..جافة..تخلو من دفء الحب وحرارته..كان دائما يحقر أمي ويهينها ويضربها..لم أراهما يوما متضاحكين أو متباسمين..كان كلا منهما يعيش في عالم أخر ودنيا منفصلة عن شريكه..وعوضت أمي هذا النقص فينا أو على الأحرا بي أنا..
فغدقت علي من الحنان والحب الكثير الكثير..كانت تقول لي دائما:
- أنت حبيبي الوحيد..أنت الرجل الوحيت في حياتي..ليس في دنياي سواك..
دونت في المفكرة:
(تعلق مبالغ فيه مع الأم بالولد وفي الوقت نفسه قسوة شديدة من الأب)
سألته:
- وهل تحب أمك كثيرا؟أعني أكثر من والدك؟
التفت إلي وكأنه فوجى بالسأل..ثم قال ببرود:
- لقد كانت حنونة علي أكثر من أبي وشيء طبيعي ان أحبها أكثر من..
قلت له وأنا أقصد السؤل:
- أتحبها إلى ترجة الموت؟
قفز من مكانه فجأة وكأنني صفعته..ولبث لحضة يحدق بي دون حراك..تمالكت نفسي بصعوبة فلم ترهبني حالته النفسية قدر إحساسي المجنون بقربه مني"حسن الحبيب الراحل يعود لي مرة أخرى"..
انتشلت نفسي من أفكاري وأنا اواجهه..ترددت أنفاسه بصعوبة..جاءني صوته وكأنه ينتشله من بئر عميق:
- أحب أمي أكثر من أي شيء أخر في الوجود..
والقى بنفسه على المقعد منهارا وكأنه اجتاز معركة رهيبة..معركة مع نفسه
كتبت في مفكرتي:
(علاقة غريبة تربطه بأمه..الموت هو كلمة السر)
قلت وانا أتفحص وجهه:ماذا كانت علاقة والدتك بأخواتك البنات؟
نكسر أسه بأس وهويقول:
- كان كل شيء عاديا بينها وبين اخواتي..لم ألم أو أحس بأن هناك شيء غير طبيعي..وكما يحدث في كل بيت هناك خلافات بين الأم وبناتها..أحيانا ايضا كان هناك أوقات سعيدة ضاحكة بينهن..والجميع كانو يساعدون في رعايتي وتلبية كافة إحتياجاتي..
قاطعته:
- هل كان والدك يضربك
اعتدر في جلسته على المقعد فجأة..ونضر إلي نضرة مترددة..ثم إبتلع ريقه وهو يقول في صوت مهزوز:
- ربما..في أحيان كثيرة..ولكن هاذا لايهم..فكل أب في الدنيا من حقه ان يربي أولاده بالطريقة التي يختارها..وكل الأباء يضربون أبناءهم..
ثم قفز واقفا وهو يستطرد قائلا:
أعتقد أننا تكلمن بما فيه الكفاية هذا اليوم..أرجو المعذرة..أريد أن أذهب..وتركته يذهب بكل بساطة..تركته يغادرني ومأات الأسئلة تطرق رأسي حائرة دون جواب..صورته لاتغادر عيني..مذا وراءه؟كمما يعاني هذا الشاب الفتى الممتلى صحة وحيوية؟ما الحادث الذي إعترض يحاته وغنته به إلى هذه الحالة النفسيةالتي تقوده الإنتحار؟
لماذا قفز فجأة من المقعد حين ما سألته عن ضرب أبيه له؟وغجابته الملتوية ودفاعه الصارخ عن حق ابيه في ضربه؟وكأنه يهرب من السأل وم الإجابة.
اين تكمن عقدته يا ترى؟
لم أنم في تلك الليلة..ولا في الليلة التي تلتها..حالة ذلك الشاب خالد الذي أسر كياني حيرني ومزقني خوفا وهلعا عليه..فهي ليست حالة عادية بل حالة خطرة وممكن أن تودي بحياته في أية لحضة..
ماذا لو فقد حياته قبل أن أتوصل لعلاجه؟ماذا يحدث لي حين إذن؟لابد أن أسرع في علاجه وأتخذ كافة التدابير والاحتياطات..لابد أن أرى والدته,فلربما عن طريقها أكتشف الخيط الذييقودني إلى عقدته وأحاول حلها..
قبل موعد الجلسة التالية بيومين إتصلت هاتفيا بخالد وهي ليست المرة الأولى التي أتصل فيها بمريض,فكثيرا ماينقطع الخيط بيني وبين مرضاي مما يضطرني إلى الإتصال بهم.
فمنهم المكتئب الذي يرغب بالتقوقع على نفسه بعيدا عن الأطباء النفسيين..ومنهم من يهرب بعقدته خوفا من إكتشاف الطبيب لها في اللحضة الأخيرة..والبعض يخش من تعرية ذاته أمام الطبيب..وغيرهم الكثير..
ولكن خالد خالة خاصة ليس لإحساسي الوجداني به فعيناه المعذبتان تدفعاني دافعا لإنقاذه من دياجير الضلام التي يتخبط فيها..
قلت له بمرح:
- خالد..أريد أن أرى والدتك وأتحدث معها إذا كان ذالك فب الإمكان..
قال برجفة فضحها صوته:
- هل أحضره في موعد الجلسة القادمة يادكتورة؟وهل وجودها ضروري؟
أجبته برقة:
- بالتأكيد وجودها مهم في خطة العلاج..أرجو أن أراها في الجلسة التالية..
في موعد الجلسة التالية دخل خالد وبصحبته امرأة هزيلة تناهز الخمسة والخمسين من عمرها..وخطها الشيب وترك الزمن بصمات على وجهها النحيل..في عينيها علع غريب وكأنها تخاف من أي شيء وكل شيء..وكأنها شبعت رعبا وخوفا وهلعا..
قبل أن أتحدث معه بكلمة دونت في مفكرتي:
(أم خالد..امرأة خائفة..خائفة حد الرعب)
دعوتها للجلوس وبتسامتي لاتفارق شفتي..أردت بث الطمأنينة والأمان إلى نفسه المطربة والخائفة..
طلبت من خالد أن يغادر العيادة على أن يعود بعد ساعة واحدة..نظر إلي بتردد قبل أن يبتلعه الباب الخارجي..
قلت بود حاولت من خلاله النفاذ إلى أعماقها
- ابنك خالد شاب مثقف ورائع..
غابت ابتسامته السريعة وهي تقول:
- كان كذالك دائما..حتى..حتى وقت حدوث هذه النوبات كما يسميها خالد..إنه..
ثم اجهشت بالبكاء..إقتربت منها أشد على يديه بحرارة..
قالت من خلال دموعها:
- لاأدري لماذا يحاول خالد الإنتحار؟‘نه شاب وسيه والمستقبل كله أمامه وأنا افديه بعمري لو أراد..ولكن..لا أدري ماذا أفعل يادكتورة..إنني حقا أتعذب..
قلت لها بهدوء
إذن ساعديني لننقذ"خالد"مما هو فيه..إنه حقا لايدري ماذا يفعل..ولكن إذا تعاونا معا أنا وأنت أمكن أن نساعد خالد وننتشله بإذن الله من هذه الأزمة..
أجابت وبقاي الدموع عالقة بأهدابه:
- وماذا أستطيع ان أفعل؟
- نستطيع أنا وأنتي أن نفعل الكثير..فكل ماأريده منكي هو سرد ماتستطيعين تذكره من طفولت خالد..
كيف تزوجت والده..كيف كانت ضروف ولادته..طفولته..نوعية حياتكم العائلية..وهكذا
خفضت بصرها إلى الأرض قبل أن تقول:
- كعادة أهلنا في هذه المنطقة,فقد تزوجت والد خالد وأنا لاأعرفه ولا أعلم عنه شيئا ولا حتى صورة..وفوجئت به بعد الزواج..فقد كان قاسيا متزمتا جافا كعود الخشب..كان يضربني بسبب وبدون سبب..يئست من الوصول إلى قلبه أو حتى طريق مشترك يجمعنا ببعضنا,فأهملته وأهملت نفسي وتفرغت لرعاية أولادي..كل حبي ورعايتي وحناني أصبح لأولادي..ولسوء الحظ والنصيب,أنجبت ثلاث بنات على التوالي,مما أغضب زوجي وفاقم الأزمة بيننا حتى أوشكن على الطلاق..ثم أنجبت"خالد"الولد الوحيد بين البنات..كان رأس مالي في الحياة والورقة الوحيدة الرابحة في عش الزوجيةالتعيس..كان مجئه للدنيا بمثابت المنقذ الذيإنتشلني مما كنت أتخبط فيه..كنت احبه أكثر من بناتي وأكثر من حياتي نفسها..أحطته بحناني وحبي ورعايتي وأرضعته ثلاث سنوات كانلة..حملت وأنجبت شقيقته التي تليه وأنا أرضعه..حتى تزوج والده..تزوج بامرا اخر غيري وأعادني أنا وأطفالي بدون فلس واحد إلى بيت والدي الذي يرض لي بكل هذا الضلم..فتقدمنا للمحاكم ورفعنا عليه قضيت نفقة ليرد لنا اللطمة بأخر ويطالب بحضانت بناته الكبيرات الاتي تعدين سن السابعة..
انحدرة دموعا مرت على وجنتيها وهي تستطرد:
- وانتزع مني بناتي وكأنه ينتزع مني فادي..إنتزعهن قبل أن أودعهن الوداع الأخير..فلم أكن أعتقد ولو للحضة أنه سيحرمني من هن إلى الأبد..
وبكت بمرارة..
قلت لها بهدوء:
- وخالد ماموقفه..؟وماذا كان يفعل إزاء كل تلك المشاكل بينك وبين والده؟
مسحت دموعها بضهر كفها وهي تقول وكأنها تتذكر:
- إنه غالبا يبقى هاذئا صامتا ولا ينبس بأية كلمة..
قاطعته:
- ولا حتى إنفعال من أي نوع؟
كررت كلماتي ببطء:
- ولا حتى إنفعال من أي نوع..
ثم لمعت عيناها فجأة وأردفت بعد هنيهة صمت:
- غنه أحيانا يندفع خارجا من البيت وكأنه يهرب من شيء ما..
سألتها:
- ومتى كان يحدث هذا؟
أجابت بهدوء
- لا أدري..ولكن أعتقد أنه بعد أن يراني أبكي بشدة يفعل هذا..وقد كان هذا سابقا,,ولا..
قاطعته بسرعة:
- ولما أصبح شابا تغيرت حالة الهروب هذه إلى نوبات..بمعنى أنه عندما يراك تبكين بقوة لا يهرب من البيت كالسابق عندما كان طفلا فأنه يحاول ان يقتل نفسه بغير إرادته..هل هذا صحيح؟
نهضت من مقعدها لتواجهني بعينيه الخائفتين:
- مامعن هذا يادكتورة..؟
ألقيت بنفسي على مقعدي متثاقلة وأنا أقول
- لاأدري..حقا..مازلت حتى الأن لا أدري..ولكن هل تتذكرين بالضبط ماحدث في نوبته الأولى..أول نوبة تحدث له؟
امتلأت عيناها بالدموع وقالت بصوت متهدج
- كنت مستلقية في سريري أحاول عبثا النوم حينما إقتحمت حجرتي إبنتي الصغرة صارخة:
- أمي..أسرعي..خالد يحاول الإنتحار..
أسرعة إليه بدون شعور بينما انطلقت شقيقته لتبلغ خالها في الجوار..تحلقنا حوله نحاول إنتزاع سلك المدفاة من بين يديه الذي كان يلفه حول عنقه بإحكام شديد وكأنه يود الخلاص من حياته...
بعد محاولات عدة وبكاء وصراخ,فتح عينيه فجأة,وكأنه يفيق من حلم مزعج..عاتبناه على فعلته..نضر إلينا بدهشة شديدة وأنكر انه يحاول الإنتحار ثم بك منهارا وهو يقولبانه لم يكن يدري مايفعل..
قلت لها فجأة:
- وكيف كانت هيئته حين ذاك..أقصد حينما كان يحاول الإنتحار؟
أغمضت عينيه كمن يحاول التذكر..
قلت لها هامسة:
- أرجوك تذكري..فالأمر مهم..
عم الصمت أرجاء الحجرة لمدة ثوان قبل أن تهتف فجأة
- نعم..نعم تذكرت..كان وجهه محتقنا بشدة وعيناه محمرتين وكأنه قد شبع من البكاء..وقد كان خائفا..نعم نعم..لقد كان خائفا جدا وكأنه يهرب من وحش يطارده..كان السلك يلتف حول عنقه وهو يتلفت بخوف بحثا عن شيىء ما..لماذا يا دكتورة؟
كتبت في مفكرتي دون ان أجيب:
(يهرب من شيء ما يرعبه..تكمن عقدته في الخوف من شيء ما)..
إقتربت منها بهدوء وأنا أقول:
- سأل أخير يا أم خالد..أرجو أن تتذكري بالضبط..ماذا حدث لك في ذالك اليوم حدثت لخالد فيه النوبة..لماذا كنتي تبكين بشدة؟
نضرت إلي بسرعة..ثم نكست رأسه وصمتت..طل صمتها حتى إعتقدت أنهل للن تجيب على سؤالي..
أخيرا قالت بصوت جاف:
- لم أنس بناتي طوال تلك السنوات حتى وإن نسيهن من حولي..كنت أنام كل ليلة وصورتهن بين احداقي..وكن أتساءل بالسر والعلن عن مكان وجودهن..وقبل أن تحدث لخالد النوبة الأولى بأيام صادفت امرأة كانت تعرفني منذ أيام زواجي الأولى فقد كانت قريبة لزوجي من بعيد..تعلقت به كما يتعلق الغريق بقطعة خشب طافية على الماء..عرفت منها أن إثنين من بناتي قد تزوجن ,إن كانت لاتعرف على وجه التحديد أين تقيمان والثالثة لازالت باقية عند أبيها وزوجته وأولاده..
حاولت أن أحصل منه على العنوان لكنه لم تكن تعرفه..كل ما أخذته منه هو رقم هاتف منزلهم..عايشت صراعا مريرا مع نفسي حتى غنتصرت عاطفتي على كرامتي وبقيت إرادة الأم هي الأقوى..
لم يكن يجيب على الهاتف سوى زوجي السابق..لذلك رجحت أن هذا الرقم قد يكون هاتف المكتب أوالعمل..في ذلك اليوم البائس حادثته..رجوته أن أرى إبنتي أو حتى أحادثه فقط..رفض بقسوة..سألته عن مكان بناتي الأخريات..عنفني وبزق في وجهي..ذكرته بأولاده الباقين هدى وخالد ..وما إن نطقت بإسم خارد حتى صرخ بشدة:
- فلتشبعي به..إني لأريد أن اعرفه ولا أن أراه..
وأغلق سماعة الهاتف في وجهي..
فأجهشت في بكاء مرير ..ودخ خالد..كان قادما من الجامع متعبا..منهكا..أخبرته بما حدث..لم يعلق بكلمة..دلف إلى حجرته بصمت وأنا غارقة وصط دموعي الحارة..ثم حدث ما حدث..
دونت في مفكرتي:
(النوبات تحدث له بعد مواجه صريحة مع ماضيه..مع والده على وجه التحديد..شيء ما يخيفه من والده)..
قلت بصوت ناعم:
- لقد أتعبتك اليوم يا أم خالد..لكن أرجو أن تخبريني هل كان والد خالد يضربه
إختلجت شفتاه بقوة واحتزت رموش عينبها..قالت بعد جهد..وكأنه تهرب من الإجابة
- نعم
لا حقته بالسؤال:
- هل كان ضربا مبرحا؟
أجابت بحسم وكأنه تنهي الموضوع:
نعم..ولكن ماعلاقة ذلك بالموضوع؟
فاجأته بسؤلي:
- أم خالد..لماذا أنت خائفة؟
ارتعدت أوصالها بعنف..وكأن قشعريرة باردة قد تخللت جسدها المنهك..شردت عيناها..أجابت بشرود:
- إنني خائفة على إبني..على خالد..
ثم إستطردت بعد أن استجمعت شتات نفسها:
- أرجوك يادكتورة حاولي أن تنقذيه..
شددت على يده بحرار وأنا أعاهدها بكل خير
- خرجنا من الحجرة لأجد خالد يذرع غرفة الإستقبال جئة وذهابا..
إبتسم قائلا حين رأنا معا:
- هل غنتهيتما من الحديث؟
بادلته الإبتسامة وأنا أهمس:
- لا تنس ياخالد..أرجو أن تعود إلي بعد ثلاثة أيام..اتفقنا..
وغادرني متأبطا ذراع والدته أو على الأصح هي المتشبثة به وكأنه سيغادرها إلى غير رجعة..
عدت إلى حجرتي وأن أمسح دموعي الكثيرة..جا أني صوت الممرضة حانيا:
- انت عاطفية جدا يادكتورة..ستتعبين كثيرا إذا لم تفصبي بين عملك كطبيبة..وبين أحوال الناس ومآسيهم..
غبتسمت ضاهريا وأنا أبتلع غصة..غنها لاتدري ولن تدري بأن خالد هو جزى لايتجزى من حياتي..إنه حسن يعود في صورة أخرى..وليته لم يعد..
__________________________________________________________________
أدري زهقتكم منه
لكن
يتبع
بعد شوفت ردودكم الأحلا من سابقته
تحمسو شوي في الردود
ترا التكملة الجاية هي الأخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هلالية وعيوني خيالية
شرطيه عامه
هلالية وعيوني خيالية


تقييم : 401
الموقع : ☺☻الرياض

بكاء تحت المطر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكاء تحت المطر   بكاء تحت المطر Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 10:03 pm

لا زهق ولا شيء انتي تخلين الزهق متع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
DEEMA
نُآئُبًةُ آلآدٌآرُهُ آلٌمُمُيًزُهّـ
نُآئُبًةُ آلآدٌآرُهُ آلٌمُمُيًزُهّـ
DEEMA


تقييم : 588

بكاء تحت المطر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكاء تحت المطر   بكاء تحت المطر Emptyالإثنين ديسمبر 26, 2011 6:23 pm

مشكووووووووورهـ .. ياللهـ كمملي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهور المحبة
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
زهور المحبة


تقييم : 122

بكاء تحت المطر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكاء تحت المطر   بكاء تحت المطر Emptyالجمعة ديسمبر 30, 2011 11:49 pm

بي بي كتب:
لا زهق ولا شيء انتي تخلين الزهق متع
يسلمو
ثنكس على المرور
منورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهور المحبة
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
عًّضًوّهّـ نشًّيّطـْهّـ
زهور المحبة


تقييم : 122

بكاء تحت المطر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكاء تحت المطر   بكاء تحت المطر Emptyالجمعة ديسمبر 30, 2011 11:51 pm

DEEMA كتب:
مشكووووووووورهـ .. ياللهـ كمملي ..
العفو
التكمله تجيكم يوم الإثنين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بكاء تحت المطر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بكاء تحت المطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مُنَتَدى بَنَآـآت الانَمي :: °•(منتدى القصص)•° :: ..|Šŧŏŗĩēş|..-
انتقل الى: