1- كشف الستار
استيقظت بخمول واثار النعاس بادية على وجهي والتعب والإرهاق قد ملأني
كيف لا؟ وقد امضيت ليلة البارحة في المذاكرة ,ولم أنم إلا في الساعة الثانية عشرة واربع وعشرون دقيقة
لكني تغلبت على خمولي بشجاعة ,وانطلقت مسرعا نحو دورة المياه ,فغسلت وجهي ,ثم ارتديت ملابسي ورتبت شعري
نزلة مسرعا من السلالم ,والتقطت حقيبتي من لأرض وقلت لأمي وأنا ارتدي جوربي:
- أمي جهزي إفطاري وضعيه في حقيبة الطعام
سألتني أمي بتعجب:
- ما بك يا(خالد)؟! لديك الكثير من الوقت فلما كل هذه العجلة؟!
- اسف يا امي لا استطيع الاجابة الأن عندما أعود سأخبرك بكل شيء
سلمتني أمي إفطاري فوضعته على الأرض بجانبي كي أرتدي حذائي
وعندما انتهيت توجهت إلى الخارج وركبت السيارة وانتظرت أبي
ولكن انتظاري لم يطول
فلقد سرحة بذهني إلى عالمٍ أخر
الألم...الحزن...الإكتاب, والرغبة في الانتقام...وكل تلك المشاعر المؤلمة...
لقدت كنت أتعذب...صور من الماضي تراودني...ذكريات مؤلمة تلوح في ذاكرتي...أشخاص لطالما ابتزوني وأهانوني...
وكالعادة قطع أبي حبال أفكاري في الوقت المناسب قائلا:
- هيا يا(خالد)لقد وصلنا, أسرع كي لا تتأخر عن حصتك.
وفجاءة يختفي كل ذلك النشاط الذي أبديه كل صباح, ويملئني الخمول, ولكن الطلاب سرعان ما يعيدونه لي بضوضائهم وضجيجهم
سرت ببطء وأنا أتأمل جدران المدرسة, إنه مثل باقي الجدران لكن لماذا لا أقتنع بذلك؟ لـ...
- (خالد)!!!
- لماذا تصرخ اني بجانبك؟!
- جسدك هو الذي بجانبي اما انت ففي عالم اخر
- ما دمت تعلم باني افكر في عمق فلماذا تقطع حبال افكاري؟
-لا تهم افكارك, هـ...
- ما الذي تقصده, ان افكاري اهم من افكارك بـألف مرة
- وما الذي يجعلها كذلك, الخرافات التي تقرأه؟
- لو كانت مجرد خرفات لما كنت افضل منك في الدراسة
- انس الأمر لن افعل لك أي شيء اعتمد على نفسك يا عبقري زمانك
- من قال لك اني احتاج لك؟!
- سنر يا(خالد) من يضحك في الأخير
- انه انا يا(جاسم)
- وداعا يا (خالد)
- لا اكلم الحمق للأسف
انطلق (جاسم) والكبرياء يملأه والثقة بالنفس بادية عليه
رن الجرس معلنا عن بدى الدوام المدرسي
توجه الجميع الى المسرح وقد كانت الفوضة تملئ المكان. واذا بالصمت قد ساد، إنه المدير قد اعتلا المنصة، وقال:
- في الأسبوع القادم اريد من كل طالب احضار تقرير عن موهبته والأهم من ذلك أن يحضر لي مع التقرير نموذج عملي من صنع يده, واتمن ان تبذلوا قصار جهدكم لأنه إن لم تفعلوا ذلك فسوف تعيدون هذه السنة الدراسية, ومن لا يحضر لي أي عمل سيعود إلى السنة الدراسية السابقة؛ هل توجد اية اسئلة؟
رفعة اصبعي
فقال المدير:
- تفضل, ما هو سؤلك؟
- ما المغزى من هذه النشاط؟ انهو لا يبدو كنشاط عادي يا سيادة المدير. الأمر يبدو وكأنك تفرض علين عقوبة صارمة, فما هو ذنبا؟
- انت ذكي يا فتى اعتقد ان لديك مستقبلا باهرا يا صغيري
- لم اعد صغيرا ولو كنت كذلك لما علمة ما المقصد من خطابك, ولا اعتقد انه من العدل ان تعاقب اناس لا ذنب لهم, اليس كذلك يا سيادة المدير؟
- هذا ليس عقابا بل انه من ضمن المنهج الدراسي
- لا يا سيادة المدير هو ليس كذلك
- لقد بدأت تصبح فضن يا فتاء
-انا لم اتعد حدودي كطالب, ثم لا يحق لك ان تكذب علينه فلو كان هذا مجرد نشاط عادي لأخذناه في حصة الأنشطة, و لا تنس أن حصة الأنشطة مجرد حصة فرعية ولا اعتقد ان الرسوب فيه سيؤدي الى اعادة السنة لأنه لا توضع حتى في الشهادة يا سادة المدير
- اعجبتني يا فتاء انت حقن مختلف سأنتظر مساهمتك بفارغ الصبر
- غدن ستكون بين يديك
- وكيف ستنهي عملك بهذه السرعة؟
- لدي دفاتر مليء بالقصائد والخواطر, نثر وقوافي, قصص وروايات وسوف اختار افضله لك
- قلت لك اريد عمل من عندك ولم اقل لك استورد عملن من مصدر ما!!!
- اعلم ذلك اني اعرف الكثير عن اللغة والنحو ولو لم أكن كذلك لما اخترت الكتابة كهواية
- لا تهمني هواياتك وطموحك اريد العمل الخاص بك فقط!!!
- لاعتقد انك سترفض قصيدة من تأليفي اليس كذلك؟
- اقبله ان كانت من تأليفك
- يا سيادة المدير لدي سؤل أخير
- ألم تنفذ اسئلتك؟
- لم يتبق سو هذا السؤل
- وما هو سؤلك؟
- أوليس من المفترض ان تهتم وزارة التربية والتعليم بمواهب الطلاب وتنميه عن طريق حصة الأنشطة وفعاليات الطالب في الفصل؟
- بلا
- هذا هو الدليل على ان هذا العمل ليس بنشاط بل عقاب, فلقد قلت لي قبل قليل:( لا تهمني هواياتك وطموحك اريد العمل الخاص بك فقط!!!),ومن قولك هذا نستنتج ان العمل المطلوب منه ليس بنشـ...
قاطعني سوط الجرس وهو يرن, انطلقت جميع الطلاب إلى فصولهم ولكن المدير منعني من الانطلاق مع فصلي واخذني الى مكتبه, ونضر لي نضرة اعجاب
ثم قال:
- انت مختلف عن غيرك
- في ماذا؟ لست سوى طالب عادي يتطلع لنجاح كباق الطلاب
- لست كذلك!!!
- لكل إنسان ميزة أنـ...
قاطعني المدير قائلا:
- أعلم بذلك, ولكن أنت لديك أكثر من ميزة
- اعلم أنك تعلم ذلك, لكـ...
- هذا هو ما اقصده دائمان تتقدم بخطوة
- أشكرك
- ولكنك لست سريع بما فيه الكفاية كي تصل قبلي الى الهدف, والأن هيا إلى فصلك
- ولاكن لا تستطيع اقاف الحوار عد هذه النقطة
- بل استطيع التوقف عندها ولا تستطيع منعي من فعل ذلك, وفي كل الحلات كنا سنقف عن نقطة معينة
- اجل انت محق, لابد من الوقوف عند حدن ما حتى احضر تقريري
- احسنت, إذن فل نتوقف هنا كي يستفيد كلانا من وقته ويرتاح في يوم تقديم النشاط
- وداعان يا سيادة المدير
- وداعا يا فتاء
- افضل ان تدعوني (خالد)
- اذهب إلى فصلك يا(خالد)
- اراك غدن ايها المدير
- بل في اليوم المفتوح
لم اتكلم ولكن علامات التعجب والاستفهام كانت بادية على وجهي
- انه يوم الأربعاء يا(خالد) الاربعاء, هيا اذهب وبشر زملائك
قلت ببؤس:
- وداعا إلى اللقاء في اليوم المفتوح
- لقد نسيت شيء لا تتفاءل كثيران ففي اليوم نفسه ستسلمون اعمالكم
- وداعان يا سيدي!!!
- يا له من فتن اطلب منه ان يعمل فيقدرني بدلن من ان يكرهني
- إني أقدر الناس كي يقدروني
- الا تزال هنا؟ ا...
- اجل
- أنت تعلم انه مجرد سؤل بلاغي فلماذا تجيب؟
- انت تعرف الإجابة فلماذا تسأل؟
- اذهب إلى فصلك يا(خالد)وإلا سـ...
- اسف لا أستجيب لتهديدات
- اذهب.. لأن.. وفي الحال!!!
- لا أحب لعبة الكلمات المتقاطعة
- (خالد)!!!!
- لا داعي لصراخ اني اسمعك كن حريصان على حبالك الصوتية
- (خالد) انته النقاش, تستطيع الذهاب إلى فصلك
- لا كني اود البقاء معك
- اني مشغول وانت كذلك
- من قال لكـ...
ما أجمل سوط الجرس عندما يعلن عن ابتداء حصة العلوم
- لقد رن الجرس وداعان لدي حصة
- هذا ماكنت اقوله لك منذ الصباح
- اسف لا وقت لدي للحديث
- على الأقل ستذهب لحصتك
خرجة, فأغلقت الباب ورائي, وانطلقت مسرعا نحو الفصل, ولي حسن حضي وصلت قبل مجيء الأستاذ
قال(باسل)في حماس:
- اهلان يا(خالد)
- اهلان بك يا(باسل)
- الا تريد الجلوس؟
- سأخرج كتاب العلوم اولان
قال(تامر)وهو يراجع درس اليوم في العلوم:
- ختامه مسك
- فهمتك
نضر لي(باسل)وقال:
- لكني لم أفهم ايها الفلاسفة
ضحكة أنا و(تامر),فبدى(باسل)بالغضب وقال:
- لماذا تضحكون فلتضحكوني معكم؟!
كانت اجابتنا جماعية:
- نضحك عليك
نضرت إلى(تامر)ثم اردفت
- حتى الحمق يفهمون قصده
- ما الذي تقصده, هل تعتقد اني احمق؟
- لا, انت ادن من ذلك
- الذنب ذنبي لأني اخترتك كرفيق
- يا لي من احمق كيف اعتقدت ان زاما لتنا ستصبح صداقة؟
- وما ادراني ارست فيلسوف!
- بدئت اتحول إلى سفيه لأن من امامي سفيه!
- الست من قلت لي من قبل:(لا ترد على السفيه جواب) ؟!
- بلا والأن سأقول لك ما من اسدن يرد على نبيح الكلابي
- هذه هي فائدة ما تقرأه من تلك الكتب والروايات السخيفة ايها السخيف
قال(تامر)مدافعان عن كل تلك المعلومات التي شتمته(باسل)بكل بساطة
- اني اقرى اكثر منه وخلقي افضل من خلقه
- ماذا تعني؟! هو من بدى, هل تريدني ان اسمعه وهو يشتمني وابتسم في وجهه؟؟؟؟؟؟!!!!!!
- كم اذن لديك؟
- اثنتان يا له حقن من سأل سخيف
قال(باسل)بابتسامة تعبر عن الثقة:
- اخلاق يا(خالد)
- انه جملتي ايها اللص
ابتسم(تامر)ثم قال
- انت تردده لكن المشكلة هي في أنك لا تطبقه
- لا يهم ذلك, لماذا سألتني:(كم اذن لديك؟)
- هذه السؤل موجه لك انت و(باسل)
- ما هو الهدف منه؟!!!
- بما أن لد كل واحد منكم أذنان فل تدخل الكلام من واحدة وتخرجه من الأخرة
- انـ...
قاطعني(باسم) بدخوله المفاجئ وهو يصرخ قائلا:
- معلم العلوم الأستاذ(وسيم)غائب
صرخ الفصل بسوط واحد
ابتسمت وقلت لـ(تامر):
- ما سر سعادتهم لم يبق سو3دقائق على انتهاء الحصة
قال(باسل):
- انت تمزح اليس كذلك؟
- لا
- انضر لساعة لقد بقي الكثير
- انا أعلم انك لا تستطيع قراءة الساعة الرقمية فلا تحرج نفسك
- سوف أقتلك
- جرب ذلك, سأجعلك تحفر قبرك بيديك!
- أخـ...
لقد قاطعه سوط الجرس
- حسنن انت محق
- لوكن مكانك لقلت لك: اصمت
قال(تامر):
- هو ليس مثلك يا(خالد)
- اعلم ذلك, ليس هو فقط انت ايضن كذلك
- هناك الكثير من الأشياء التي نتشابه فيه ولكن المختلفة اكثر
- هـ...
دخل الأستاذ(عادل)والق التحية علين, فرديناها, وكالعادة مائن يدخل حتى يبدى العذاب
ورغم بطش الأستاذ(عادل)وجبروته لم اخف منه في هذه المرة لماذا؟ ما الذي يجري لي؟, انه الإلهام, اريد ان اكتب, اريد ان ابدع؛ اخرجة ورقة وقلم من حقيبتي وبداة بالكتابة.. اين الورقة؟
قال الاستاذ(عادل) وهو يلوح بالورقة في الهواء:
- (خالد)اريد تفسيرا لهذا
حاولت المراوغة قائلان
- لا أعرف شيء يدع بهذا
ضحك الطلاب فصرخ الأستاذ(عادل)في وجهي قائلان
- اذهب الى الخارجي يا(خالد)!
- لماذا يا(عادل)؟
- اسمي الأستاذ(عادل)يا ولد
- انا اسف ظننت أن اسمك(عادل)
- هو كذلك, ويكفي مراوغة وهيا للخارج
- ان كان اسمك(عادل)فلماذا تريدني أن ادعوك بالأستاذ (عادل)؟
- لأنك تطلب العلم مني فلا بد من احترامي
- ومن قال لك أني اطلب العلم منك, جل ما أريده منك هو أن تعتزل التعليم قبل أن تطرد من هذه المهنة, أخرج بكرامتك يا(عادل)
- إلى الخارج أيها الوقح!
- هل أستطيع اصطحاب ورقة وقلم؟
- وما الذي ستفعله بالورقة والقلم؟
- سأرسم النسخة المعدلة منك
- اذهب إلى المدير يا(خالد)!!!
- حدد موقفك حتى أقرر ما الذي سأصطحب معي
- اذهب إلى المدير في الحال!!!
- هل أستطيع اصطحاب صديق؟
- ومن قد يود الذهاب إلى المدير؟
- لا يحق لك ان ترد على سؤلي بسؤل اخر!
- ومتى عينك معلم اللغة نائبا له؟
- لا أعلم, لا تخرج عن إطار الموضوع الأساسي وإلا عدة نائبا لأستاذ اللغة
- هل تهددني؟
- أجل, الا تسمع؟! أبس أنا أسف لأنك تسمع لكن من الواضح أنك لم تنضف أذنيك منذ زمن طوي
- أصمت واذهب إلى المدير في الحال واعلم أن مصيرك الرسوب في هذه المادة
- لا تقلق ستخرج من هذه المدرسة قبل تسليم الشهادات
- اخرس يا ولد واذهب إلى المدير قبل أن اجرك إلى هناك
- أولا تحل ببعض الأخلاق يا وقح حتي يتعامل معك الناس باحترام, وثانيا أنت لم تجب عن سؤلي: هل أستطيع اصطحاب صديق؟
- اصطحب من تشاء من الطلاب لكن اذهب إلى المدير
استدرت إلى الطلاب, وقلت:
- من سيأتي معي؟
قال(تامر)و(باسل) بصوت واحد:
- أنا
- أنا
عدت واستدرت إلى الأستاذ(عادل)وقلت:
- هل أستطيع اصطحابهما كلاهما؟
- أجل, إن أردت اصطحب الفصل كله لكن أخرج من حصتي!
- لا داعي للغضب سنخرج في الحال أرح أعصابك قبل تلقي الصدمة
أخذ الأستاذ(عادل)نفس عميق وتمتم ببضع كلمات ثم قال ببرود:
- (خالد)ألا تفضلت بالخروج من الحصة؟
- أجل بالتأكيد يا أستاذ(عادل) وداعا
نضر لي نضرة تكبر وبادر بالسخرية مني قائلا:
- ألا تريد مني إرشادك إلى الباب؟ يبدو أنك لا تعرف موقع غرفة المدير, هل أزفك إلى هناك؟
- لا شكرا لقد كنت عنده في الحصة الألة وأعتقد أني أعرف الطريق, بل إني متأكد من معرفتي له والأن وداعا بلا لقاء
خرجت أنا و(تامر)و(باسل) من الفصل, وقد بدى الطلاب بالعود إلى فصولهم
قال(باسل)بإحباط
- لقد فاتتنا الفرصة
- إذا انته الدوام المدرسي تفسح في منزلكم حتى تمل؛ ما بك يا(خالد)ليس من عادتك الصمت
- (خالد)؟
- يبدو أن باله مشغول
- (خالد)!!!
قلت بنبرة غضب
- ماذا تريد؟!
فكر(تامر)بسؤل حتى يخرج من هذا الموقف ثم قال:
- هل وصلن؟
- أجل تفضلوا بالدخول؛ لا أصدق لقد أصبحت لبقا
- لا يهم فالنقم بفصل الأستاذ(عادل)
- ما الذي تقصده بقولك:(لا يهم)!
- أقصد انه لا يستحق المبالاة!
- إنك أ...
قاطعني(تامر)قائلا:
- كفو عن الشجار فنحن أمام مدخل الإدارة
قلنا بصوت واحد:
- نعلم
- نعلم
- أعلم أنكما تعلمان, لكن أليس من المفترض أن تبديا بعض الاحترام؟
ومرة أخرة نرد بصوت واحد:
- أجل
- أجل
صرخ مساعد المدير علين سائلا:
- ما الذي تفعلونه عندكم؟
تلق المساعد جوابه من(تامر):
- أتين للمدير
- وماذا تريدونه منه؟ ألا تستطيعون الذهاب إلى المرشد الطلابي؟
- لا الأمر مهم لدرجة إرسال خطاب لوزارة التربية والتعليم
- باستطاعتكم الذهاب إلى المدير ولكن حاولوا الانتهاء بسرعة من أجل الذهاب إلى حصتكم
- بالتأكيد
توجهن إلى غرفة المدير وطرقن الباب, قال المدير:
- أدخل
دخلن واغلقن الباب ورائن, نضر لي المدير نضرت سريعة ثم قال:
- إنه ثاني مرة تدخل لدي في هذا اليوم, ما الذي وراءك يا(خالد)أنت ومن معك؟
- القصة طويلة
- إذن تفضلوا بالجلوس وابدى بسرد القصة
قلت وأنا أسحب المقعد إلى الوراء كي أجلس عليه:
- شكرا لك
- العفو يا(خالد)والأن ابدى بالسرد
أخذة نفسا عميقا, ثم قلت بسرعة البرق:
- حاولت تكليمه باحترام لكن أدبه بدى يتناقص شيئا فشيء فقللت أدبي معه وغضب وامرني بالخروج إلى الخارج وبما أن من حقي الدفاع عن نفسي قدمة حجج لبقائي في الفصل ففار في وأمرني بالمجيئ لك فطلبت منه اصطحاب صديق معي ورد علي:(...اصطحب الفصل كله لكن أخرج من حصتي!)ولم يرغب احد في المجيئ معي سو(تامر)و(باسل)
- دعني أفهم, قضيت الحصة الثالث في الشجار مع المعلم وانت هنا كي تأخذ تعهدا مني أليـ...
قاطع(باسل)المدير قائلا:
- لا, لقد جئن لإرسال طلب إلى وزارة التربية والتعليم
- وما هو طلبك يا...
- (باسل)إسمي(باسل)
- إذن بالتأكيد ذلك الفت الهادئ هناك هو(تامر)أليس كذلك؟
- بلا
- والأن ما هو طلبك يا(باسل)؟
- أريد أن أشتكي من أسلوب الأستاذ(عادل)في معاملتنا
- وما الذي فعله لكم
- جميع الطلاب يشتكون من بطشه وجبروته
- هل تقصد أنه...؟
- أجل لطالما ضرنا لأننا لم نحل الواجب وطردنا لأننا استدرن من أجل السؤل عن غرض ما واسوء شيء عندما يوقفنا على قدم واحة ويدان إلى الأعلاء ونحن مستديرون إلى الجدار طوال الحصة
- هذا يعارض مواردنا التعليمية وهذا يستوجب فصل الأستاذ(عادل)من مهنته
واستدار لي وأردف قائلا:
- اما انت يا(خالد)فسوف تحصل على تعهد في المرة القادمة
راودني سؤل فقلت:
- لماذا لا تعطيني واحدا؟ أعتقد انك لا تفرق بين طالب وأخر وإن كان أبنك؟
- إنه أسلوب الأستاذ(عادل)في التعامل معكم, بعد كل ما حصل لكم بسببه لا أتوقع أن الإساءة ستكون بادرة منكم وإن كانت كذلك فئنني لا أعارضه لأنه كان من المفروض أن تقيموا الثورة منذ زمن طويل. والأن فلتذهبوه إلى حصتكم
خرجن من غرفة المدير وبينما نحن نسير في الممر رن الجرس معلنا عن انتهاء الحصة الرابعة وبدأت الحصة الخامسة
وصلن إلى الفصل وقد كانت الحصة حصة دين, ومائن دخلن حتى بدأت النضرات الحادة ترمقني من كل مكان, توجهن إلى مقاعدنا
دخل الأستاذ(صالح)الق التحية فرديناه؛ وبدأت حصة الدين
في الحصة السادسة والسابعة كان من المفترض أن يدخل علينا أستاذ اللغة العربية لكنه لم يحضر إلى المدرسة, فتحولت نضرات الطلاب الحادة إلى كلمات تمزق القلوب, ماذا بي؟ لماذا لا أرد الكلمة بعشر أمثاله بل بعشر أسوى منه؟ أنا لست انا اليوم لماذا؟ قلبي يتحطم إني أر العالم بسلوب أخر, أدركت اني ضعيف.. وحيد.. أنا.. أنا.. أنا لا أستحق العيش.. لقد أصبحت كالحشرات أقتل ولا أحد يدري بأني أريد التمسك بالحياة, هل أصبحت حشرة أم أني كنت كذلك ولم أدرك إلا بعد فوات الأوان, لماذا لم أدرك ذلك من قبل؟ لو أدركته لذهبة إلى مكاني في مملكة الحشرات, ولكن بماذا تفيد كلمة(لو)((لا بتمني ينال المجد والكرم))
كانت اطول حصتي فراغ أقضيه في حياتي لم أنطق بأي كلمة طوال الوقت مع أنه ليس من عادتي الصمت لطالما أحببت أن أعرف من يعرفني بنفسي أكثر فأكثر, وأقول لمن يجهلني أني أحب أن أتعرف وأعرف, لكني لم أتكلم بل بحثة في أعماقي عن نفسي, لم أتوقع يوما أني لا أعرف من أنا كنت أعتقد اني مثلهم بل واحد منهم والان اكتشفت أنهم لا يريدوني أصلا
كانت مجرد ساعة ونصف استطعت فيه أن أعرف قيمتي بل استطعت فيه أن أعرف نفسي, وأعرف كل من حولي, لقد تعرفت على عالمي من جديد بل ولدت من جديد, انتهت مسرحية الحيات وحان الوقت للعودة إلى الواقع...
وبعد كل ذلك التخبط في اليأس رن الجرس, خرجة من المدرسة وركبت السيارة وكالعادة أنضر من النافذة وافكر بلا شيء ولكني في هذه المرة كنت أفكر في نفسي كيف سات بي الامور إلى هذه الدرجة؟
***
